بيان صادر عن اتحاد الناشرين السوريين حول أحداث السويداء 17/7/2025

بسم الله الرحمن الرحيم

“ولا تحسبنّ الله غافلًا عمّا يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار” [إبراهيم: 42].

يدين اتحاد الناشرين السوريين بكل عزيمة وإصرار كل الممارسات الخارجة عن القانون والاعتداءات على الأرواح والممتلكات والتي قامت بها فئة ضالة من الطائفة الدرزية في سورية، وما جرّت البلاد إليه من عدوان إسرائيلي غاشم.

• إن ما تقوم به هذه الفئة من تصعيد خطير واستفزاز للشعب وللدولة هو طعن للوطن والوطنية، وتعطيل لمسيرة بناء دولة السوريين، واختلاق لأجندات لم تكن لتُسمع لولا وجود من يتاجر بها ويتمترس خلفها.

• ثقتنا كبيرة بأن لا مجال لفئات تمتهن القتل والتدمير أن تقف بوجه الشعب والدولة، وتحرف المسار، وتهيئ الأجواء لتدخل خارجي مقيت، وتعطي الذرائع لعدوان جديد، بحجة حماية الأقليات وهي حجة بغيضة ممجوجة، لأن الكل أكثرية وأقلية هم بنو البشر، لهم ذات الحقوق في العيش الكريم وحماية الأرواح والممتلكات والمقدسات.

• لم تكن مدينة السويداء يوماً في دائرة الاستهداف، ولن تكون، ولن تنجرّ لمستنقع التوريط، وفيها من الشخصيات الوطنية والرجالات العاقلة ما يكفي لتفكيك التلاعب بالخطاب الطائفي، والاصطفاف الفئوي، ووضع الخصوصية الطائفية في مواجهة المواطنة الجامعة، وكلنا ثقة بوعي شعبنا وعمقه الحضاري، وحرصه على الخروج من زمن الانتهاكات وإسالة الدماء بغير وجه حق، والسير بسورية إلى زمن جديد يتمتع فيه جميع أبنائها بالحرية والكرامة، وينعمون بالأمان والاستقرار..

• إننا إذ نؤكد رفضنا المطلق لأي سلوك انفصالي أو تخريبي يضر بوحدة سورية، ندين بشدة ما قامت به تلك الفئة الضالة من تواصلٍ علني أو ضمني مع الاحتلال الإسرائيلي، تحت ذرائع واهية لا تمت للشعب السوري بصلة، وإن الاستقواء بعدو الأمس واليوم، واللجوء إلى من تلطخت يداه بدماء السوريين والفلسطينيين، ليس إلا خيانة صريحة لتضحيات الشعب السوري ولآلاف الشهداء الذين ارتقوا من أجل كرامة وطن لا يُباع ولا يُشترى.

• نهيب بأهلنا في السويداء، مشايخها ووجهائها وشبابها، أن يضربوا على أيدي الذين يقودونهم ليكونوا تبعًا لهم خارج إدارة الوطن، وأن يسحبوهم إلى حضن سورية الحرة، ليكونوا سندًا حقيقيًا لدولتهم الفتية، القائمة على مبادئ العدالة والمساواة والكرامة الوطنية، لا على التبعية والارتهان.

• إن شعبنا وبلادنا ما زالت تعاني من الأعباء الجسيمة التي خلّفها نظام الإجرام على شعبنا، وإذ كان يتبجح بالاحتفاظ بحق الرد، كان يمعن في تجريد سورية مما يمكّنها من الرد، ويضع جيشها وإمكاناته القديمة في مواجهة شعبه، ويترك لإسرائيل قصف مقدرات جيشنا وشعبنا طوال سنين، وحتى الأيام الأوائل لهروبه المهين حيث سلّم الخرائط والاحداثيات.

• نقف صفاً واحداً مع دولتنا وشعبنا وجيشنا في دحر عصابات التدمير والتأزيم، وندين إجرامهم المزدوج بحق شعبنا من حيث توجيه السلاح نحو شعبنا، وخلق الذرائع لعدوان إسرائيلي لا يهتم إلا بتصدير أزماته والإمعان في إجرامه بحق المنطقة وشعوبها.

• نترحم على أرواح الشهداء الذين قضوا في هذا العدوان الغاشم، وندعوا بالشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين، ونؤكد على أن هذه التضحيات لن تزيد الشعب السوري الواعي إلا إصراراً وتمسكاً بمبادئه على متابعة العمل للوصول لأهدافه في بناء وطنه وتماسكه.

• وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية، واستشعاراً بدقة المرحلة التي تمرّ بها بلادنا، فإننا في اتحاد الناشرين السوريين نعلن تأييدنا التام لما ورد في خطاب فخامة الرئيس السوري السيد أحمد الشرع، الذي ألقاه فجر اليوم، وعبّر فيه عن ثوابت الدولة السورية تجاه حماية وحدة الوطن وصون كرامة مواطنيه كافة دون استثناء.

• نثمّن عالياً ما تضمّنه الخطاب من مواقف واضحة وحازمة تؤكد أن أمن وسلامة أبناء الوطن، تُعدّ أولوية وطنية لا تقبل التهاون.

  اتحاد الناشرين السوريين